مامعنى وجود المسلة في جبل عرفة

last-one

طاقم الإدارة
رئيس مجلس الإدارة
إنضم
11/12/18
المشاركات
24,447
التفاعلات
58,038

مامعني وجود المسلة في جبل عرفة

3.bmp


1534724866511-1.jpg


يشير الفيروزي الى ان الشاخص الموجود على جبل
الرحمة قد أقيم للدلالة على أن هذا الموقع هو عرفات فقد
كانت الناس تصل إلى هذه الأودية المتشابهة من طرق عدة
ومناطق مختلفة موضحا انه لو كان في الوقوف على هذا
المكان ميزة عن غيره لكان رسول الله قد وقف عليه أو مر
به كما فعل عند (قزح) بالمزدلفة لما جاء في ذلك من روايات،
إذاً جبل الرحمة مثله مثل جبل عرفات الواقع في الشمال
الشرقي والتلال المحيطة به والشاخص للدلالة فقط
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

اختلف معكم تماما ...هذا أشبه بشاخصة عَلَمٌ قد بُني يقف خلفه الإمام للدعاء والناس حوله



أن الشواخص التي تبنى للتنبيه، ولتكون علامة على مكان معين، وخاصة في تاريخنا الإسلامي، وحضارتنا الضاربة في القدم، لا يجوز ربطها بعلاقات شيطانية أو رمزية ماسونية بحال من الأحوال، لأنها إسلامية الأصول والمنابت، إبراهيمية التأسيس، ونبوية الإقرار والعمل، والإبليسية لا تلتقي مع إسلام الأنبياء الذي هو إسلام التوحيد لله رب العالمين.

فالشواخص – ومنها المسلّات - لا يمكن أن تكون علامة حصرية للشيطان أو لإبليس، ولا يجوز أن نعتقد ارتباطها المطلق بالشر، أو رمزيتها على عالم الظلام، أو الماسونية كما يقال اليوم.

من يقرأ عن "المسلات" في المراجع والموسوعات الحديثة يدرك تماما أنها تصميم قديم تشاركت فيه مجموعة من الحضارات، كالحضارة البابلية والأشورية والرومانية والفرعونية، بل حتى "الأهرامات" وجدت في حضارات أخرى ولكن بأحجام متفاوتة، ولم تكن حكرا على الفراعنة فحسب. فضلا عن ادعاء أنها رموز شيطانية!

https://en.wikipedia.org/wiki/Obelisk

مغالطة الخلط واتهام كل كلمة "شاخص" أو "نُصُب" يمر في كتب التاريخ وجغرافيا البلدان والرحلات أنها "مسلّات" شيطانية. هذا – في نظرنا – خطأ جسيم.

يقول الواقدي رحمه الله:

"وكان أول من نصب أنصاب الحرم إبراهيم، وجبريل يريه، ثم لم تحرك حتى كان إسماعيل فجددها، ثم لم تحرك حتى كان قصي فجدّدها، ثم لم تحرك حتى كان يوم الفتح، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم بن أسد الخزاعي فجدد أنصاب الحرم، ثم لم تحرك حتى كان عمر بن الخطاب، فبعث أربعة من قريش كانوا يبدون في بواديها: مخرمة بن نوفل، وأزهر بن عبد عوف، وحويطب بن عبد العزى، وأبو هود سعيد بن يربوع المخزومي. ثم كان عثمان بن عفان فبعث هؤلاء النفر، ثم كان معاوية عام حج فبعث هؤلاء النفر.

قال: فحدثني ابن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة، قال:

لما حج عبد الملك بن مروان أرسل إلى أكبر شيخ يعلمه يومئذ من خزاعة، وشيخ من قريش، وشيخ من بني بكر، ثم أمرهم بتجديده"

انتهى من "المغازي" (2/842)، وانظر "الطبقات الكبرى لابن سعد، الطبقة الرابعة، متمم الصحابة" (ص270)، وغيرها من المراجع إنما تنقل عن الواقدي، كـ"أخبار مكة" للأزرقي (2/129) وغيرها.


بل ورد في حديث ضعيف، يرويه البزار – كما في "كشف الأستار" (2/42)- وعنه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/280) من طريق محمد بن الأسود بن خلف، عن أبيه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجدد أنصاب الحرم عام الفتح)

يقول ابن القطان رحمه الله:

"وما مثله صحح؛ فإن الأسود بن خلف لا يُعرف روى عنه إلا ابنه محمد، وابنه محمد لا يعرف حاله" انتهى من " بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام (4/ 291)

ويقول الذهبي رحمه الله:

"محمد بن أسود بن خلف، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجدد أنصاب الحرم.

لا يعرف هو ولا أبوه. تفرد عنه عبد الله بن عثمان بن خثيم" انتهى من "ميزان الاعتدال" (3/ 485)

فالأنصاب هنا هي العلامات، أو ما يسمى في اللغة أيضا "الأعلام"، وهي الشواخص البارزة التي توضع لتنبيه الناس إلى أمر معين، كالحدود بين الدول والمدن، وأسماء الشوارع والأحياء، وهكذا كل شاخص يجوز أن يسمى "نصب"، أو "علم".

كما سميت من قبل تلك العلامات التي حددها إبراهيم عليه السلام لحدود منطقة "الحرم"، التي تفصل بينه وبين "الحل"، فمضى الناس عليها إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إلى عهد الخلفاء الراشدين، وأمر عمر بن الخطاب جماعة من الخبراء – منهم حويطب – أن يجددوها، أي أن يثبتوها في مكانها مع رعاية إبرازها كي لا تندثر مع مرور الوقت، فهي علامات صناعية، يتخذها الإنسان من الطوب أو الحديد أو أي شيء يمكن أن يساهم في تنبيه الرائي والناظر، ومهما كان شكلها وطريقة بنائها، تستوي في أداء الوظيفة الإعلامية، ولهذا لا بد أن يجتمع فيها وصف "الطول" و "البروز"، مع لون واضح، كي تؤدي وظيفة التحديد والتنبيه بدون لبس أو خفاء.

هذا ، مع أن هذه الحدود والعلامات : إنما كانت لضبط حدود الحرم ، وتمييزه عن الحِل ، وليس على خصوص "المسجد الحرام" ، .

ونحوها أيضا تلك العلامة التي كانت قديما على أعلى جبل عرفات، كما نقله محمد بن أحمد المقدسي البشاري (ت نحو 380هـ) في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" (ص: 77) قال: "وعَلَمٌ قد بُني يقف خلفه الإمام للدعاء والناس حوله". وقال أيضا (ص: 77): "وعلى حدّ عرفة أعلام بيض".

كلها نُقول تاريخية تؤكد الحقيقة الواضحة، أن الشواخص التي تبنى للتنبيه، ولتكون علامة على مكان معين، وخاصة في تاريخنا الإسلامي، وحضارتنا الضاربة في القدم، لا يجوز ربطها بعلاقات شيطانية أو رمزية ماسونية بحال من الأحوال، لأنها إسلامية الأصول والمنابت، إبراهيمية التأسيس، ونبوية الإقرار والعمل، والإبليسية لا تلتقي مع إسلام الأنبياء الذي هو إسلام التوحيد لله رب العالمين.

والله أعلم.

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

https://islamqa.info/ar/answers/256967/يسال-عن-النصب-والشواخص-والمسلات-في-المشاعر-المقدسة

 
عودة
أعلى